أكتوبر 16, 2025

نجاح باهر للنسخة الأولى لمهرجان القنيطرة المغربية

 

بواسطه محمد عبيد

 

أسدل الستار على النسخة الأولى لمهرجان القنيطرة الذي نشطت فعالياته سواء الفنية أو الفكرية أو المجالاتية خلال أيام 23 و24 و25 و26 غشت الجاري (2025) موقعة على نجاح كبير بالرغم مما عرفه من إكراهات ومن محاولات التشويش عليه من بعض الجهات لاعتبارات زاغت عن الموضوعية معتبرة المهرجان ضيق الخناق على أنشطتها؟

 

وعن هذه المواقف، قال احد الناشطين الاجتماعيين:

 

“المهرجان ليس مجرد ترفيه، بل ورش ثقافي وحاجة مجتمعية أساسية، يشكل متنفسًا لفئة واسعة من المواطنين. ومن ثَمَّ، يستوجب احترام اختياراتهم في وطن يتسع للجميع، بعيدًا عن أي وصاية تُفرض بدواعي نفسية أو ذاتية.

 

فالتنمية الحقيقية لا تُختزل في البنيات التحتية والعائدات المادية فقط، بل تتجلى أيضًا في تلبية الحاجيات الثقافية والوجدانية للإنسان المواطن…”.

 

انطلق المهرجان بلوحة فلكلورية لفن الهيت الغرباوي جمعت تراث منطقة الغرب لتتوالى الحفلات الغنائية الكبرى التي أضفت رونقاً خاصاً على المهرجان ناهيك عما ميزه من فقرة فكرية… بينما أضفت الحفلات الغنائية الكبرى رونقاً خاصاً على المهرجان.

 

الدورة الأولى لمهرجان القنيطرة منتوج آخر بعقليات وتصورات أخرى بحسب المنظمين، تطلع إلى خلق نوع الاشعاع للمدينة من مختلف جوانبها إن البنيوية او البيئية او الاقتصادية او السياحية..

 

اللوحة الفلكلورية لفن “الهيت” الغرباوي التي ايتعلت بها فعاليات المهرجان والتي جمعت تراث منطقة الغرب، في لوحة متميزة، أشَّرَتْ بقوة على أن هذا الفن التراثي بمنطقة غرب المغرب يبقى أصيلا يجمع بين فن الموسيقى والشعر والحكاية.

 

ولقد سعت اللجنة المنظمة بغض النظر عن الأمسيات الساهرة التي تنوعت فيها الأنغام ما بين هو دولي وما هو وطني بفنونه العصرية والشبابية والشعبية، تميزت بحضور نجوم كبار مثل سعد لمجرد، مع عروض فنية حماسية وترحيب كبير من الجمهور، إلى أن تضمن للقنيطرة حضورا متميزا في جل المجالات الإشعاعية من ثقافة وتنمية لتبادل الخبرات في إطار تقارب والتقاء الأفكار الموضوعية..

 

المهرجان كان ناجحا ومليئا بالإبداع، ولقد شكلت الندوة الفكرية في مهرجان القنيطرة أبرز حدث وكانت بمثابة النقطة المضيئة كونها ركّزت على التبوريدة كفن أصيل وتراث مغربي عميق، مبرزة تاريخ وقيمة هذا الفن الفروسي، وعلاقته بالهوية الوطنية.

 

فخلال الندوة ناقشت الفعاليات أهمية المحافظة على التبوريدة، ودورها الثقافي والاجتماعي، وكيف تساهم في نقل التراث للأجيال القادمة، مع إبراز التنوع الجهوي في عروض الفرسان. كما حاولت تدمج بين الحداثة وأصالة التقاليد في قالب فكري تثقيفي.

 

وكانت ردود فعل الجمهور الحاضر في الندوة جد إيجابية إذ عبّر هذا الحضور عن إعجابه بعمق المحتوى وأهمية الحفاظ على التبوريدة، وكذا الانتباه لدورها الثقافي والاجتماعي.

 

الأسئلة والنقاشات التي جرت أثناء الندوة أو حتى بعدها أظهرت اهتمام الناس وفخرهم بهذا التراث، مع رغبة في دعم استمراريته.

 

ففضلا عن الندوة الفكرية في موضوع التبوريدة، كانت عروض التبوريدة من أبرز فقرات المهرجان إضافة إلى الألعاب الرياضية التي أثرت البرنامج وجذب اهتمام الحضور.

 

عامل القنيطرة السيد عبد الحميد المزيد تابع التنظيم عن قرب، من تهيئة الفضاءات إلى ضبط حركة المرور، وحرص على انسيابية وسلاسة سير المهرجان، ومتابعة لكل شادة وفادة خلال الأيام والليالي الثلاث للمهرجان.

 

من جهتها، الأجهزة الأمنية تعاملت بكفاءة مع الحشود الكبيرة، مما أتاح تجربة ممتعة للجمهور دون مشاكل.

 

فبإسدال الستار عن النسخة الأولى لمهرجان القنيطرة يحق الإقرار بتحقيق المهرجان لنجاح كبير على جميع المستويات، ليُثبت أنه حدث ثقافي وفني يستحق مكانة بارزة في خارطة المهرجانات الوطنية.

 

هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تنظيم محكم وجهود جبارة من الجهات المشرفة، إلى جانب دعم إعلامي استثنائي ساهم في إبراز المهرجان وإيصاله إلى جمهور واسع.

 

تغطية الفعاليات الاعلامية لم تقتصر فقط على العروض الفنية، بل شملت أجواء التنظيم، كواليس الحفل، وآراء الجمهور، مما أعطى صورة شاملة عن المهرجان.

 

مع هذا النجاح الباهر، يُتوقع أن يُصبح مهرجان القنيطرة منصة دائمة للاحتفاء بالإبداع المغربي، مع تعزيز دوره في إبراز المواهب الوطنية وتقديم تجربة فنية مميزة للجمهور، ليُثبت أنه عندما تكون الرغبة صادقة والنيات حسنة والالتزام والتقدير للمسؤوليات والمهام فإن من شأنها أن تعطي لهذا المهرجان القدرة على منافسة أبرز المهرجانات الوطنية والدولية في المستقبل.

About The Author